!….. إنك تبحث فقط عن الفضيحة

في كثير من الأحيان، ليس المهم ما يقال و لكن كيف يقال. القصد من وراء الكلمة، الصورة، الصوت، النص…. وردت أفكار صاخبة لتوجيه النقاش نحو فئة مهمشة، إلى التفكير فيها، لتوجيه النقاش حولها، لكن الصدمة كانت في السطحية وفي الكلام النابي و تشجيع الاحتقار و الصورة النمطية و كل ما يحاربه المجتمع من الرداءة ليس فقط إزاء صورة المرأة و لكن إزاء كل من يدور في فلكها.

ما يصدم، في هذه الحالة ليس فقط معالجة المعلومة. « الزين لي فيك »، آخر أفلام نبيل عيوش، يصير في نسق تواضع الأفلام الطويلة التي مول جلها من طرف دافعي الضرائب المغاربة و البعض الآخر من مؤسسات لا يخفى على أحد توجهاتها،و في نسق المهازل التي يقدمها للتلفزة… في هذا السياق المحنط، الذي دام لعدة سنوات، « الزين لي فيك »ليس استثناء في أعمال نبيل عيوش، بل القاعدة.

نبيل عيوش يخبرنا من خلال بطلاته في الفيلم أنه يسلط الضوء على نساء  » يحملن على أكتافهن مسؤولية الأسرة، ولكن قبل كل شيء يحملن، للأسف، نظرة المجتمع الذي يقاضيهن و يحكم عليهن دون محاولة معرفة كيفية وصولهن إلى هذه الحالة ».

كل شيء في الطريقة و الوسيلة. بمعنى ما نريد أن نعطي للكلمات و الصور. بمعنى آخر الإبداع و بذكاء، إخراج التحف و ليس النمطية و الكلام النابي. فيلم مبعثر، ناقص، غير منته، لم يقدم ولو نظرة على أصل المشكل و تداعياته على المجتمع، و طريقة توجيه الفنانين محشوة… إنك تبحث فقط عن الفضيحة.

مشروع فكرة الفيلم، على الرغم من عيوبها، جديرة بالوجود، لكن بالتأكيد ما لا تستحقه هي الطريقة التي تم بها إخراجه و كتابته و تنفيذه لكي يمثل المغرب أحسن تمثيل في الداخل و الخارج. ماعدا إن كان هناك شيء من الانتقام منا نحن المغاربة كمجتمع… رفض المركز السينمائي تمويله مرتين….أو للابتزاز من أجل مشاريع أخرى…. أو أننا شعب و مجتمع يترجم عنوان فيلمك نظرتك ونظرة ممولي مشاريعك لنا….آسفون و لكن ليس هذا هو الزين لي فينا… ولكن نحن شعب فوق ما تلتقطه عيون كاميراتك لنا…

يقول المخرج: « نحن فخورون بأن نعلن أن الفيلم تم اختياره في أسبوعي المخرجين ». ليس هذا ما يهمنا كثيرا، لأنه بالنسبة لنا كمشاهدين، المهم هو الموضوع و طريقة عرضه علينا و النص الموجه إلينا و ليس التقنيات المستعملة في صناعة الفيلم. نحن نشاهد المنتوج و ليس التقنيات المحضة التي تهم المخرجين بعيدا عن الموضوع المتناول.

فالإشكالية في النمطية و الصورة ودور « ماخور » لدول بعينها، و تثبيت ما جاء من بعض الفضائيات من صور على نسائنا، و أن اقتصادنا كله مبني على هذه الفئة من المجتمع، و بأنها سياسة و اقتصاد ممنهجين. أما ما جاء على لسان بعض الممثلين بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم و أنهم من أكثر الشعوب نفاقا و جشعا…. فهذا أمر آخر يمكن من خلاله فهم رسائل المخرج وممولي أعماله و مروجيها…. وإلا فما جدوى إثارة موضوع عميق و متشعب في جلسة ماجنة و بذلك الأسلوب و بتلك الطريقة التي لا تخلو من تلميحات تصب لصالح جانب بعينه….

عبد العالي تيركيت

رئيس جمعية حقوق المشاهد

Laisser un commentaire