قراءة في القانون 13-114 المتعلق بنظام المقاول الذاتي

tireguit

   القانون 13.114 المتعلق بنظام المقاول الذاتي، يهدف من بين مقتضياته، إلى حماية المقاول من بعض الإكراهات المرتبطة بإنشاء المقاولة، حيث أنه لا يجوز طبقا للمادة 4 من هذا القانون الحجز على ممتلكات المقاول الذاتي العقارية أو المنقولة غير المخصصة لممارسة نشاطه بسبب الديون المستحقة المتبقية بذمته والمرتبطة بالنشاط المذكور. حماية يريد بها المشرع دفع عدد كبير من العاملين في القطاع الغير المهيكل للانخراط في هذه البنية الجديدة قصد إدماجهم في « بديل قانوني للأنشطة الغير مهيكلة من خلال منحها صفة قانونية ».

فكرة السماح للمقاول للفصل بين ذمته الشخصية وذمة المقاولة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها تؤدي إلى التفرقة بين المقاول و المقاولة.

لذلك فمن الضروري أولا أن نوضح الوضع القانوني الجديد للمقاول الذاتي، ثم وصف عملية تشغيل أصول المقاولة ثانيا.

الوضع القانوني الجديد للمقاول الذاتي

     المقاول الذاتي، حسب الفصل الأول من القانون 13.114 المشار له أعلاه، هو كل شخص ذاتي يزاول باسمه الشخصي، و بصفة فردية و لحسابه الخاص،…

Voir l’article original 1 463 mots de plus

السياسة الاقتصادية و فخ العجز العام للميزانية

حزب العدالة والتنمية، ببرنامجها الاقتصادي وبتنفيذه من خلال القوانين المالية منذ تسلمه السلطة مع شركائه في الائتلاف الحكومي في نسختيه الأولى كما في الثانية، لم يتجنب توصيات توافق واشنطن[1] وجعل من الاستقرار الماكر واقتصادي همه الكلي. (Consensus de Washington)

في الواقع، فإن السياسة الاقتصادية المغربية، مع حزب العدالة والتنمية، تعد استمرارا للسياسات الاقتصادية لما قبل عام 2011، السنة التي عرفت الحراك العربي الذي أتى به إلى السلطة في أمل من تغيير الوضع الاجتماعي والاقتصادي لجزء كبير من السكان المغاربة

الحكومة في إجراءاتها السياسية و الاقتصادية لم تخرج على المبادئ التوجيهية للمؤسسات المالية الدولية و من سلسلة الإصلاحات القائمة على قواعد تشمل:

– تدابير التحرير

– احتواء التوترات وخلق جو من الاسترخاء و السلم الاجتماعي من خلال خطاب متفائل

السياق التاريخي، الذي أتت فيه حكومة حزب العدالة والتنمية والتي كانت تتمتع بنوع من تأييد في الرأي العام، كان يحتاج إلى إبداع آليات حكم جديدة سياسيا واقتصادية. فالمناخ العام كان يتسم ب:

– تشكيل حكومة بعد الانتخابات البرلمانية ل2011

– الدستور المعدل حديثا

– الوضع الاقتصادي للبلد طالب تغيير أداء الحكومات السابقة.

اقتصاديا، أخذت البطالة منحى ينذر بالخطر، أما عدم المساواة فقد تفاقم إلى حد التوترات. من تم سعت الحكومة إلى:

– تأكيد و تلميع صورة البلاد في الخارج على أنها مستقرة و أنها الاستثناء في ما يسمى الربيع العربي

– أنها تسير في سياق ضمان احترام الحريات وتنفيذ الدستور الجديد

– أنها تساير تعزيز النمو الاقتصادي.

استجابتا لتطلعات اقتصادية واجتماعية للمجتمع المغربي، كان على صناع السياسة خلق آليات تغيير في الهياكل التي من خلالها يجب السعي إلى تحقيق توزيع أكثر كفاءة للموارد اجتماعيا واقتصاديا.

لكن الحكومة دبرت الإكراهات و القيود مثلما أدارتها الحكومات السابقة، مع الفرق أن الحكومات السابقة، خصوصا قبل 2005، كان لها مجال أكبر للمناورة من خلال مداخيل الخوصصة.

إكراهات كانت متجلية بالخصوص في :

– أولا، طرق توزيع الموارد (السيولة المالية، الأسعار….)

– تانيا، توزيع الاختصاصات في تدبير الموارد وتوزيعها بين الوكلاء (اللامركزية، الوساطة المالية، الإدارة، التدبير المفوض،….)

– أخيرا، اعتمادنظاماقتصادي قائم علىالقواعد النقديةوالمالية

هذه الإكراهات اعتبرت كقيود فرضت على واضعي السياسات لشرح التغيرات في التوجه والاختيارات وترتيب الأولويات في السياسة الاقتصادية.

إذ كانت النجاعة في السياسات الاقتصادية تقتضي اختيار الآليات المناسبة للوصول إلى الأهداف المتوخات، فإنه كذلك من المهم أن نميز بين المصب والمنبع في السياسة الاقتصادية.

– فبالنسبة للمصب، فالمسألة مسألة مبادئ الاختيار العام والآثار المتوخات، وفعالية هذه السياسة

– أما بالنسبة للمنبع، فالمسألة بشأن نشأة السياسة الاقتصادية ويركز على سلوك الدولة، وبمعرفة دائرة المناورة وقيودها.

تحديد الأولويات من قبل الحكومة في ظل القيود الحالية قدمت بالفعل من قبل حزب العدالة والتنمية في برنامجها الانتخابي ودلك بتحديد العجز إلى 3٪ كأولوية . وبالتالي، يعتبر استقرار الماكرواقتصادي عاملا حاسما لتحقيق النمو و الرفاه. بهدا الخيار الاستراتيجي فرض حزب العدالة و التنمية على نفسه خيارات محددة و مقيدة وإصلاحات هيكلية تتعارض مع أهداف أخرى اقتصادية واجتماعية كان قد التزم بها[2] .

في هذا الصدد، فالسياسة الاقتصادية للحكومات بنكيران دخلت في منطق الإطار المؤسسي للسياسات الاقتصادية التي بدأت منذ عام 1998 رغم التغيير الدستوري لسنة 2011 و الموجة التي أتت به.

السيطرة على التضخم واستقرار الأسعار، هي شعار مختلف الجهات الحكومية المعنية بالسياسة الاقتصادية للدولة. الإطار النظري والإطار التحليلي هو الاقتصاد الكلاسيكي الجديد.

في الواقع، البنك المركزي المغربي المتأثر بالنظرية النقدية[3] جعل من مكافحة التضخم أولويته القصوى وبالتالي، فإن أهداف خفض العجز العام ومعدل التضخم تؤكد انضمام صناع السياسة المغربية الجديدة بمبادئ مدرسة الاقتصاد الكلاسيكي الجديد، ودلك باحترام القواعد المالية والنقدية التي تعد بالنسبة لهم رمزا لإدارة الأعمال الجيدة، حتى أنه أصبحت هي القاعدة التي لا غنى عنها من أجل الإدارة السليمة للحسابات العامة. القدر الذي يؤكد في عام 2007  » التزام الحكومة بمواصلة جهودها لتعزيز الاستقرار الماكر واقتصادي »[4] . وبالمثل في عام 2003  » المشروع الذي تم تهيئه في انسجام تام من جهة أولى مع متطلبات توطيد الإطار الماكروإقتصادي حماية لمستقبل البلاد وبارتباط عضوي مع ضرورة الحفاظ على شروط التنمية المستديمة »[5]، وفي 2014  » عزمنا الجدي و المسؤول لاستعادة التوازنات الماكرواقتصادية التي تعتبر مرتكزا أساسيا لتحقيق الإقلاع لاقتصادي »[6]

معايير التقارب الأوروبي قد ألهمت إلى حد كبير واضعي السياسات الاقتصادية في بلادنا، ودلك من أجل إعطاء لإعمالهم السمعة الدولية والدعم العلمي وتحقيق الهدف النهائي وهو تلبية الالتزامات المعطاة   للسلطات النقدية والمصرفية الدولية وكسب بعض المصداقية[7]. عرض الضمان هذا، الذي يتم تقديمه خاصة منذ استقلالية البنك المركزي سنة 2006 .

الاستقلالية تتطلب المسؤولية. والمسؤولية يتم ترجمتها بالتواصل وشفافية النتائج والامتثال لولايات الحكم، دون أن يمنع دلك الحوار مع الحكومة للحد من مخاطر تجاذب بين السياسات النقدية والمالية[8] المختلفة وسياسة الصرف[9].

لهذا الغرض، فإن تحديد الأهداف، وعرض الأدوات والموارد، من العوامل التي توجه عملية صنع القرار في السياسة الاقتصادية. و من ثم، فمبدأ القواعد والإكراهات هو تحسين القدرة على التنبؤ بالسياسات الاقتصادية ويعطي التناسق بين السلطات النقدية والمالية ومصداقية لهما.

من الناحية النقدية، تظهر مكافحة التضخم في مقدمة أولويات بنك المغرب. و السياسة النقدية تزداد تقييدا ​​حسب درجة الثقة النهائية بها.

العمل الرئيسي لبنك المغرب هو استبدال وسائل التدخلات المباشرة والتقديرية بتدخلات على مستوى السوق المالي. و الهدف من ذلك هو التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار في توقعات المتعاملين الاقتصاديين بانتهاج سياسة نقدية تقوم على تقنيات التنظيم الكمي

الحجة العظمى المقدمة لدعم مثل هذه المنظومة المؤسسية يسلط الضوء على فوائد استقرار الماكرواقتصادي. فسياسة محاربة التضخم، حسب هدا السياق، سيكون لها أثر إيجابي على مرد وديات الشركات من خلال :

– السيطرة على تكاليف الإنتاج،

– خفض علاوة المخاطر على أسعار الفائدة،

– تخفيف من وطأة تمويلها من خلال تشجيع تنفيذ مشاريع طويلة الأجل.

في تم، السيطرة على التضخم يحفز الاستثمار والنمو ويخلق ظروف من الثقة والتخصيص الأمثل للموارد.

من الناحية الميزانية، صناع القرار يستوحون من أسس مبادئ ميثاق الاستقرار و نمو التي أنشئت في أوروبا.

هده المبادئ، في ميثاق الاستقرار الأوروبي، التي من بينها حد العجز الذي لا يتجاوز3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، من المفترض أن تجعل العلاقات بين اقتصاديات الدول الأوربية و البنوك المركزية أكتر انسيابية وتجنب تضارب الأهداف التي يمكن أن تكون مصادر الانجراف إلى أعلى للعجز ومعدلات الفائدة الرئيسية.

في الواقع، يمكن لعدم الوفاء و إفلاس السياسة المالية زعزعة استقرار الاقتصاد والنظام المالي إلى الحد الذي سيضطر البنك المركزي لخلق النقود والترقب في الأسواق، وهذا يكمن خطر زيادة أسعار الفائدة[10].

مكافحة التضخم، يرتكز على أساس السيطرة على المالية العامة. إنه يسمح :

– على المدى القصير، الحد من عجز الموازنة

– على المدى الطويل الاستدامة[11] للمالية العامة

ثلاث حجج رئيسية يتم بها تبرير تطبيق حكم العجز العام:

– أولا، الزيادة في الإنفاق الحكومي يؤدي إلى آثار المزاحمة[12]، لدرجة أن الزيادة في الطلب على الأموال يؤدي إلى الرفع من أسعار الفائدة التي تحبط و تؤدي إلى الرجوع في الطلب عند القطاع الخاص،

– ثانيا، تراجع الإنفاق العام يقلل من تأثير « كرة الثلج » للدين العام وهو مرادف للتسييل وضريبة التضخم.

– وأخيرا، فإن زيادة الدين العام يؤدي إلى الإعسار[13] المالي الذي قد تعرقل النمو.

أصبحت استدامة المالية العامة، مع زيادة أسعار الفائدة، مصدر قلق كبير لصانعي السياسة بمعنى أنه يمثل  » مسألة الإدارة الجيدة »[14]. هذا التصور يمثل ما أوصت به الإدارات الدولية في ظل إجماع واشنطن.

يمكن تقييم الأداء الاقتصادي للدولة من قدرتها على خلق الثروة. و يتم التعرف على أهمية السياسة الاقتصادية من حيث آثاره على النمو والعمالة. إذا سمحت قواعد السلف النقدية والمالية في مكافحة التضخم وخفض العجز العام، فإنها في المقابل لم تكن قد تمكنت من تحقيق الإنتاج الماكرواقتصادي أو تحقيق نمو قوي وثابت.

التقشف يضرب في الصميم النمو المحتمل للاقتصاد و يخلق إكراهات أخرى على أي انتعاش اقتصادي من المرجح أن يخلق فرص العمل.

علاوة على ذلك، الحفاظ على سعر الفائدة عند مستويات مرتفعة والحد من معدلات الإنفاق الرأسمالي تؤدي إلى سياسة المؤيدة للتقلبات الدورية[15].

خفض العجز، بغض النظر عن الدورة الاقتصادية، يتطلب جهودا كبيرة للتوفير من أجل تكوين الادخار، و هدا يحرم الاقتصاد من حجم الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي وخفض معدلات البطالة. وهذا يؤدي إلى عدم الاستفادة من القدرة الإنتاجية و هدا بدوره يؤدي إلى الحفاظ على الأعمال التجارية في مسار نمو منخفض.

في الواقع، يظهر هدا عدم كفاية الأداء الاقتصادي المغربي مقارنة مع منافسيه المباشرين أو مع متوسط منطقة الشرق الأوسط.

الإطار التحليلي لاستقرار الماكرواقتصادي يجب مراجعته، و تشخيص تكاليفه يفيد بأن الآثار السلبية تفوق الإيجابية.

المؤسسات والقواعد المعمول بها لإدارة السياسة النقدية والإشراف على التدابير الميزانتية تظهر حدودها لخلق ظروف ملائمة لتحقيق نمو قوي ومستدام.

– ركز البنك المركزي اهتمامه على السيطرة على التضخم، في تفسير ضيق لهذا المفهوم. فإستراتيجيته النقدية لا تستجيب بفعالية إلى التباطؤ في النشاط الاقتصادي وتمويله. هذا يعزز أللإنتاجية في السياسة المالية التي فرضها حكم العجز العام:

– السياسة المالية في إطار خفض الاستثمار العام و الدين الخارجي ليست مواتية لتعزيز النمو.

– مزيج السياسات المالية و النقدية المتبع الآن يجعل السلطة في الميزانية تحت سيطرة البنك المركزي حيث يتم ضمان استقرار الأسعار في تحد للنمو.

السياسة النقدية المتبعة من خلال أسعار الفائدة واحتياطيات العملة قليلة الناجعة. فهده السياسة تستهدف تنظيم المعروض النقدي وفقا للظرفية أكتر مما تستهدف التمويل الحقيقي للاقتصاد.

لا تزال عملية تحويل الادخار الوطني إلى استثمارات منتجة إشكالية بسبب معدلات الفائدة المرتفعة التي تفرض تقنين الائتمان و تحصيصه[16] للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة

النظام المصرفي، على الرغم من السيولة الزائدة المتوفرة لديه، لا يعطي أهمية كبيرة لخفض معدل الفائدة من قبل البنك المركزي، و ويطلب، بالإضافة إلى معدلات أعلى، وأقساط المخاطر باهظة مما يجعل العقوبة مضاعفة على الشركات الصغيرة والمتوسطة. فمن جهة، فتكاليف التمويل تحد من خططها التوسعية والقدرة على الإنتاج، و من جهة أخرى، فإنها تثقل بالأعباء المالية.

بالإضافة إلى سلوك احتكار القلة[17] في وضع معدلات الإقراض وعدم وجود المنافسة التي تميز السوق النقدية في الوساطة المالية تترجم في الواقع بضعف الوساطة المالية والتشكيك في آلية ناقل الحركة النقدية من خلال الائتمان المصرفي الذي يخلق جمود في تكلفة تمويل الاستثمار من خلال الائتمان المصرفي. كل هدا يؤدي إلى :

– إلى ركود في تراكم رأس المال الذي يؤثر بشكل كبير في النمو

– الإبقاء و السيطرة على التضخم إلى مستويات متدنية جدا هو عقبة أمام التسوية، بمعنى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تبقى رهنا المنافسة السعرية[18]، وبدلك فهي مضطرة لخفض قوتها العاملة أمام فشلها في ضبط والتسوية بتكاليف الإنتاج.

على الجانب المالي، احترام سيادة الحد من العجز العام بحدود 3 ٪ يخلق مشاكل خاصة به في حد ذاته. خفض العجز العام في الظرفية العصيبة، يمكن أن لا يكون مؤشر فعالية للسياسة الاقتصادية. فهو حكم تعسفي و دو نتائج عكسية إذ يحد من تخصيص الموارد وإعادة توزيع العمل الذي يهدف إلى التخفيف من الزيادة في عدم المساواة الاجتماعية.

في الواقع، من خلال الإصرار على الانضباط المالي مهما كانت صدمات الاقتصاد، يمتنع صانعي السياسة من استخدام الميزانية لأغراض دورية من أجل تقليل حجم التقلبات في مستوى النشاط الاقتصادي الذي يعتمد إلى حد كبير على القطاع الفلاحي، والذي بدوره يعتمد على تقلبات الطقس.

بالتالي وفي سياق ظرفية صعبة، الالتزام الصارم بالتوازن يفرض تدابير انكماش الإنفاق الخاص والعام التي تحافظ على تباطؤ النمو. من خلال التركيز على المعايير التي لا يزال تحديد أهميتها غير واضحة، السياسة المالية هي قصيرة المدى وتقيد ممارسة المسؤولية الاجتماعية للدولة.

علاوة على ذلك، محاربة التضخم لديه تكلفة من حيث عبء الدين العام إلى حد أن معدل الفائدة الاسمي على المدى الطويل (6 ٪) هي أعلى بكثير من معدل التضخم ( 1.4 ٪) .

من ناحية أخرى،  » عندما تخفض الاقتصاديات معدلتها من التضخم، معظمها يعاني دائما من فترة من البطالة المرتفعة والإنتاج المنخفض »[19].

تراجع التضخم له التكلفة أيضا من حيث النمو، والمعروفة باسم « نسبة تضحية »[20]. وتعرف عموما بأنها خسائر تراكمية من حيث النمو الاقتصادي معبرا عنه كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، مرتبطا بالخفض دائم في معدلات التضخم.

وبعبارة أخرى، فإنه يسمح بحساب الخسائر التي يمكن « التضحية » بها لخفض معدل التضخم من خلال نقطة واحدة. تحليله له أهمية خاصة بالنسبة للسلطات النقدية والمالية، ، لدرجة أنها سوف تفهم كيفية خفض معدل التضخم وتقليل تأثيرها المتنحية على الاقتصاد. وتقدر نسبة التضحية عند 1.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للفترة 1998-2007 .

عرف الناتج المحلي الإجمالي مند سنة 2011، زيادة سنوية قدرها 4.1٪ في المتوسط و هي التي ضلت مرتبطة بشكل كبير على الأداء الزراعي الدي نسبة 18.7٪ في المتوسط ​​خلال الفترة نفسها. هدا المعدل المنخفض جدا من النمو لا يسمح باستيعاب الخريجين العاطلين عن العمل من التعليم العالي الدي وصل إلى 18.8 ٪ سنة 2013 . في حين أن نسبة الناشطين دون أي مستوى تعليمي هو 5 ٪ .

إدا كان معدل البطالة على المستوى الوطني، قد شهد ارتفاع طفيف بنسبة 0.2 نقطة بمروره من 9 ٪ سنة 2012 الى 9.2 ٪ سنة 2013. ووفقا لمكان الإقامة، فقد ارتفع من 13.4 ٪ إلى 14٪ في المناطق الحضرية. وسجلت أكبر الزيادات في معدل البطالة في المناطق الحضرية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة (+2.5 نقطة) و دون أي مستوى تعليمي (1.2 نقطة).

الاستثمار غير خلاق للوظائف، فتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب هي من بين الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وهي تبقى استثمارات في المحافظ[21] اكتر ماهي استثمارات لتوسيع قدرات الإنتاج. القطاع الصناعي قليل الفاعلية، وإنتاجيته سلبية ويرجع ذلك أساسا إلى محدودية مستوى مهارة القوى العاملة نتيجة لنظام تعليمي وتكوين مهني ضعيف. زيادة على الأداء الضعيف للتجارة الخارجية الذي يعتبر عامل من عوامل الاضمحلال الاقتصادي.

سياسة محاربة التضخم لم تخلق الظروف لنمو قوي وثابت. هدا النمو الذي تحدت عنه الكل ولم يكن له حضور يذكر.تكلم عنه الكل في جميع الخطابات والتقارير، ولكن في الواقع ليس بموجود. أما بالنسبة لبطالة الشباب فلا تزال عالية.

الحجج التي استخدمت لتبرير التقشف تؤيد هدف استقرار الماكرواقتصادي باسم السياسة الوحيدة الصالحة لتحقيق النمو. هذه السياسة التي يجب أن لا نقبل بها و الاستسلام لها خالية من النقد و بدون أي نقاش لتقييمها. عدم وجود نقاش يعزز كلا من خطاب صانعي السياسة العامة و سياسته النقدية والمالية

——————————————–

الهوامش.

1 جون ويليامسون،  » حزمة من الإصلاحات أصبحت تسمية مستهلكة. إجماع واشنطن :  » لمحة تاريخية وبعض الاقتراحات » التمويل والتنمية، سبتمبر 2003 ص 10-13 . الإصلاحات الهيكلية للجيل الأول هي جزء من برامج التكيف الهيكلي. هذه الإصلاحات موجهة في البداية إلى حكومات أمريكا اللاتينية ،التي تعتبر غير قادرة وحدها لحل مشكلة ديونها. هو إجماع بين المؤسسات المالية الدولية على المبادئ التوجيهية التي تشكل منصة لإعادة الهيكلة الاقتصادية. هناك المزيد من الإصلاحات الليبرالية الأخرى التي يشار إليها بالجيل الثاني تسعى للحد من القيود والجمود في سوق العمل.

أنضر برنامج الانتخابي للحزب [2]

[3] Théorie monétariste

3 وزير المالية سيد والعلو في ندوة حول التضخم الاستهداف المنظم 4 أبريل 2007

4 خطابولعلووزير الماليةوالخوصصة، الثلاثاء 21 أكتوبر 2003 بمناسبةعرضمشروع قانونالمالية

5 الكلمة التي ألقاها السيد محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية بمناسبة عرض مشروع قانون المالية 2015

أنضر جميع القوانين المالية منذ مجيء حكومة التناوب في اليوم [7]

[8] Politique Monétaire et Budgétaire

[9] Politique de change

[10] B. Eichengreen et Ch. Wyplosz, 1998, pp. 66-113

[11] La soutenabilité

[12] Effet d’éviction

[13] L’insolvabilité

[14] B. Eichengreen et Ch. Wyplosz, 1998, pp. 66-113

[15] Politique Procyclique

[16] Rationnement

[17] Oligopole

[18] Concurrence par les Prix

[19] N. Gregory Mankiw, 2004, p.523.

[20] Ratio de sacrifice

[21] Portefeuille

السياسة الاقتصادية وفخ التخلف

إن مشروع قانون المالي لسنة 1914، المقدم الآن للنقاش لم يخرج عن توافق واشنطن، وضل الهم الماكرواقتصادي و الحد من العجز المالي تطابقا مع السياسة النقدية للبنك المركزي هو الشغل الشاغل للحكومة. فلم تفتح نقاشا أو وروشا، ولم تأخذ بعين الاعتبار نبض الشارع وانتداراته.

لقد قال صاحب الجلالة في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته عرش المملكة « أنا لا تهمني الحصيلة والأرقام فقط، وإنما يهمني قبل كل شيء، التأثير المباشر والنوعي، لما تم تحقيقه من منجزات، في تحسين ظروف عيش جميع المواطنين » تم أردف متسائلا « هل ما نراه من منجزات، ومن مظاهر التقدم، قد أثر بالشكل المطلوب والمباشر على ظروف عيش المغاربة ؟ وهل المواطن المغربي، كيفما كان مستواه المادي والاجتماعي، وأينما كان، في القرية أو في المدينة، يشعر بتحسن ملموس في حياته اليومية، بفضل هذه الأوراش والإصلاحات ؟ إننا بطرح هذه التساؤلات، إنما نبحث دائما عن الفعالية والنجاعة، وعن أفضل السبل، ليستفيد جميع المغاربة من مختلف المنجزات، على حد سواء » « إن الوقوف على أحوال الأمة، يتيح لنا الفرصة لتحديد مدى التقدم الذي حققناه، وذلك باستعمال جميع الآليات المعروفة، لقياس هذه التطورات.

فقد سبق لنا أن قمنا، سنة 2005، بوقفة مع الذات، من خلال تقرير الخمسينية، لتقييم المنجزات، وتحديد الاختلالات، ومعرفة مستوى التطلعات، منذ بداية عهد الاستقلال، بهدف وضع سياسات عمومية أكثر نجاعة. واليوم، وبعد مرور 15 سنة على تولينا العرش، أرى أنه من واجبنا تجديد هذه الوقفة الوطنية »

التقرير حول « 50 سنة من التنمية البشرية و أفاق 2025  » أراد أن يكون تحليلا شاملا و وفيا. لقد وضع تشخيصا لحالة البلاد مند الاستقلال في مراجعة لنقاط القوة و مكامن الضعف فيه. إدا كان الاستنتاج هو العجز في النمو و العمالة و التعليم ….فإن نشره لم يغذي النقاش الضروري حول الاتجاهات العامة للتنمية في المغرب.

لكن، على الرغم من المقترحات وسيناريوهات آفاق تحسين التنمية البشرية، تظل منهجية التقرير منهجية استكشافية. بطئ النمو يمكن شرحه من باب استعمال القيود المالية و النقدية مهما كانت حالة الاقتصاد الوطني. قراءة هذه الدراسات تظهر أنه تقييم مزيج السياسة المالية و النقدية يركز أكثر على النتيجة التي تحققت على المستوى الماكرواقتصادي أكتر مما حقق هدا المزيج من السياسة المالية و النقدية من أثار على النمو و فرص الشغل.

بالتالي، عندما يتم تقييم نجاعة السياسة الاقتصادية، فمن الضروري الأخذ بعين الاعتبار، مع دمج، كل الآثار على الاقتصاد الوطني. بمعنى أخر، هل تحقيق استقرار الأسعار كانت له فوائد أم تكاليف على الاقتصاد الوطني ككل ؟ وإذا كان الاستقرار الماكرواقتصادي، في نظر صانع السياسة، مرضي وأنها هي السياسة الوحيدة الناجعة، فلماذا أداء الاقتصاد ضعيف ؟ لفك لغز النمو، يجب التساؤل حول أهمية الحجج التي يقدمها صناع السياسة العامة للبلاد لتبرير و تأييد مزيج السياسة المالية و النقدية المتبعة من طرفهم.

لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة دون تقييم داخلي للسياسة الاقتصادية التي انتهجتها الحكومات المختلفة منذ عام 1998. وهدا سوف يتيح استغلال موارد النظرية لتحليل السياسة الاقتصادية من حيث النمو الداخلي[1]. الاختيار في توجهات السياسة الاقتصادية مهم جدا في تقييم التحديات النمو الاقتصادي وتأثيره على رفاهية السكان.

في الواقع، إن مفهوم المفاضلة[2] بين النمو و التشغيل و استقرار الأسعار و التوازن الخارجي قد اختفى مع مبدأ القاعدة. بدلا من دلك، فقد أصبح التركيز على الاستقرار الماكرواقتصادي على حساب أهداف أكتر أهمية مثل النمو والتشغيل، في أمل على أن هدا الاستقرار سوف يمكن من خلال آليات السوق التنافسية خلق النمو والثروة والرفاهية للسكان.

إدخال التسلسل الهرمي الجديد يفترض أن الأهداف الأصلية قد تحققت. بيد أن الأولوية أعطيت للاستقرار الماكرواقتصادي في حين أن النمو و التشغيل أصبحا في خلقية الصورة. بعبارة أخرى، فإننا ممرنا من منطق النمو إلى منطق الحصص السوقية.

الاستقرار الماكروأقتصادي قد تم تحقيقه شيء ما، ولكن رغم دلك لزلنا نقيم حراسة صارمة على التضخم لدرجة أصبحنا محاصرين للاقتصاد في نشاط منخفض.

و كنتيجة للسياسة المنتهجة، الاستقرار الماكرواقتصادي آخذ في الضمان لكن النمو لازال لينا، و قليل الخلق لفرص الشغل و يعتمد كثيرا على الزراعة.

الحركة الاقتصادية تتطور في توازن منخفض، و الذي يحفظ في طياته عوامل العرقلة على النمو. كل هدا يعزز فرضية « فخ التخلف ». و هو ما يعني حالة من العمالة الناقصة[3] مع تباطؤ في الطلب مما يكره عملية الإقلاع والالتقاء التقاربي[4] للاقتصاد.

مفهوم « فخ التخلف » ليس بجديد[5]، وهو ذات صلة في المقام الأول بمفهوم التوازنات المتعددة. وهو يطابق حالة مستقرة من النمو المنخفض المميز بضعف الدخل الاقتصادي والمرتبط بتراكم غير كاف للرأس المال المادي و البشري. هدا التوجه يفترض أن هناك توازنات متعددة وأن بعض الدول النامية و منها المغرب ليسوا على طريق الالتقاء التقاربي مع البلدان الأكثر تقدما لأنهم محاصرون في مستويات منخفضة من النشاط الاقتصادي. احتمال وجود توازنات متعددة في عملية نمو الاقتصاد من المسائل المعترف بها في نظريات النمو الاقتصادي. الحجة العامة التي يتم تقديمها هي أن هناك عملية تراكمية تؤدي إلى التدهور الاقتصادي عندما يكون الاقتصاد في البداية تحت عتبة معينة من التنمية، في حين يكون الإقلاع ممكن عند تجاوز هته العتبة.

نادي التقارب[6] قد مكن من تحديد عوامل العرقلة من خلال التركيز على القضايا ذات الصلة بالتطور التعليمي، المالي، البنية التحتية و المؤسساتية و الصحة. بالفعل، فالتطور لا ينطوي على النمو فحسب، بل أيضا على التحول[7] والدي يبرز بالخصوص في تحسين الأداء في عوامل الإنتاج ودلك بتكتيف و تحديت شبكة البنية التحتية، و تطوير المؤسسات و تغيير المواقف و القيم.

هكذا، ركزت فكرة التوازنات المتعددة على دور رأس المال البشري في عملية التنمية. النماذج النظرية[8] أظهرت أن تدني و ضعف التطور التعليمي يمكن أن يعرقل الاقتصاد و يحافظ عليه في مستوى التخلف. نقص الموارد البشرية المتاحة في البداية يحد من فعالية نظام التعليم وعوائد التعليم، مما يعيق عملية تراكم رأس المال البشري بقدر ما العائدات الخاصة لهدا الرأس المال تكون منخفضة فإن الآباء لا يستثمرون كثيرا في تعليم أبنائهم.

فوفقا لهذا التحليل، فإن قطاع التعليم له نفس الخصائص مماثلة لتلك التي يتمتع بها مجال البحث والتطوير العلمي من معايير في نماذج النمو الداخلية، وهما الديناميكية الخارجية[9].

عندما يكون مخزون المعرفة المتاحة في عدد السكان منخفضا، فإن المكاسب من هذه العوامل الخارجية قد لا تتحقق، والنمو يصبح معاقا إلا في حالة وضع الدولة لسياسة التعليم ديناميكية للغاية وفعالة.

اختيار وتوجيه السياسة الاقتصادية هي الحاسمة في عملية النمو وتدخل الدولة ضروري لخلق الزخم المطلوب للخروج من فخ التخلف. من خلال قراراتها،الدولة تكتسب المسؤولية في تحقيق أم لا لرفاهية السكان. فهي الضامن الحقيقي و الفعال للتنمية و التطور الاقتصادي. شروط إمكانية التطوير المستقبلي مرتبط من خلال هذه القرارات العامة في تراكم الموارد.

من خلال نظرية النمو و تجديد سياقها التحليلي، أصبح للسياسات الاقتصادية ولإعادة تأهيل دور الدولة في النشاط الاقتصادي أهمية خاصة.

خلال العقد الأخير، تفان صانع السياسة في استخدام السياسة النقدية و المالية ضد الزمن من خلال تنفيذ التدابير الاقتصادية المقيدة و الغير الملائمة لحالة الاقتصاد. فقد قللت السياسة النقدية توقعات الأسعار لكن ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية عاقبت الاستثمار. و بالمثل، فالحد من الإنفاق العام ساعد في خفض الإنتاج و الطلب. و هكذا، فإن تقنين الائتمان و تحصيصه إلى جانب الانخفاض في الاستثمار العام لهما تأثير سلبي على خلق فرص العمل ويوضحان الطبيعة اللائنتاجية لمزيج السياسة المالية و النقدية وكذلك استحالة التحفيز على الإنتاج في سياق ضعف الاقتصاد.

إلى جانب الآثار السلبية لهاته السياسات، فسياسة التقشف تقيد التنمية. فمختلف التقارير التي نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تأكد ليس فقط التراجع الذي يعرفه المغرب بل أيضا تشهد على التأخير و الثغرات في التنمية البشرية و الحصول على الحريات.

النهج بالقدرة[10]، المطور من قبل أ.سين، يعرف التنمية على أنها القدرة على استغلال هامش الحريات المتاحة للأفراد لتحقيق رفاهيتهم . و وفقا لنفس المؤلف « فالحريات الحقيقية ليست فقط النهايات الأساسية للتنمية، و لكن أيضا وسائلها الرئيسية » [11] . هدا النهج يركز على تقييم الرفاه من خلال قدرة أداء الأفراد، و من هنا يحول مفهوم التنمية من خلال التركيز على مبادئ الحرية و المساواة.

هدا التقييم للرفاه يتطلب الجمع بين معيارين : الإنجازات و الحرية للإنجاز. فالأول يغطي رفاهية الفرد الذي يخوله له الدخل و نوعية الحياة المعيشية. أما الثاني فهو الوصول إلى مختلف الإنجازات الذي يطمح إليها الفرد.

في هدا الصدد، فالحرية تعرف من خلال فضاء الإنجازات الذي يخول للأفراد الاختيار، و التطور الذي يمثل الإمكانيات المتاحة للنشر الحقيقي للحريات الفعلية.

الحقوق و الحريات هي وسائل للتنمية. و الحريات هي خمس:

– سياسية والمتعلقة بالتنظيم

– المؤسسات الديمقراطية

– اقتصادية متمثلة في الفرص المتاحة للأفراد لتخصيص الموارد

– اجتماعية وهي تجمع في طياتها للظروف المتاحة لتوسيع الحريات الفعلية، و ضمانات الشفافية

– الحماية من خلال أجهزة مصممة لجعل الأفراد بعيدين عن الفقر.

و تشمل هده الحريات الجوهرية إنجازات أساسية مثل المأكل و الملبس، و الصحة الجيدة، احترام الذات و المشاركة في الحياة المجتمعية. تعزيز و ترويج لهده الحريات يجب أن يتم في إطار توافقي من خلال نقاش ديمقراطي.

التنمية لا تقاس بالمساواة بين الحريات الشكلية بل بمدى الحريات الحقيقية و الفعلية. الإجراءات العامة، النمو، عدم المساواة، الفقر، الرعاية الاجتماعية و الرفاه يجب تحليلهم مع الأخذ بعين الاعتبار أثارهم على تنمية القدرات.

وهكذا، فالسياسات الاقتصادية واتجاهاتها يجب قياسها في ضوء تأثيرها على الحريات الحقيقية و الفعلية للأفراد.

البطالة بين شباب الخريجين، على سبيل المثال، يمكن تحليلها على أنه تعبيرا عن صعوبات تحويل الحق في التعليم لديهم إلى قدرات مؤهلة تضمن إدماجهم في الشغل و كعملية التواء عن ممارسة الحريات، مثله مثل الهشاشة و الضعف و الفقر. الحصول على عمل هو مصدر الحرية بتكافؤ الفرص.و بالتالي، فإن أي فشل يشكل إنكارا للحقوق و الحريات وهو يعكس عجز السلطات العامة على توفير فرص للأفراد لتحقيق إمكاناتهم. و يعتبر دلك مضيعة للموارد وهي تحافظ على النمو في وتيرة ضعيفة.

النمو الاقتصادي يستوعب من خلال العلاقة التي ينسجها مع التنمية البشرية. فهو يترك المجال لخلق للموارد اللازمة للتنمية البشرية، ولهاثه تحسين النوعية و الإنتاجية.

هده العلاقة المتبادلة كثيرا ما يتم الإشارة إليها من خلال الإنفاق الخاص في الاستثمارات و الاستهلاكات للسلع المعززة للتنمية البشرية (الغداء، التعليم، الصحة) و دور التضام التعليمي و الصحي في تحديد مستوى و تركيب النمو.

هده العلاقات مع دلك ليست ضرورية. إذ يمكن للنمو دعم تطوير الحريات، فإنه مع دلك لا يجب أن يكون الهدف النهائي.

الأولوية في تعزيز التطور الاقتصادي تقع على عاتق تعزيز العوامل التي تحول الموارد إلى قدرات و أداء في العمليات. هؤلاء لا يمكن لهما أن يكونا كافيان في مستوى من التباطؤ في النمو المتقلب. حيت يجب لهؤلاء مبادئ وتناسق في العمل العام بقدر يجعل « نوعية النمو له أهميته و الهدف من دلك هو النمو الذي يكون: تشاركي (…) موزع بالتساوي (…) و مستدام »[12] .

الجمع بين الكفاءة الاقتصادية و رفاهية الشعب هو أساس النهج بالقدرة بحيث أنه يمثل إطارا تحليليا لتقييم نوعية الاستقرار الماكرواقتصادي و دوره في تعزيز الحريات الشكلية.

[1] Croissance endogène

[2] Arbitrage

[3] Sous emploi

[4] Convergence

[5] Le concept de piège de sous-développement est apparu au tout début de la littérature sur l’économie du développement avec les travaux de Young (1928), Rosenstein-Rodan (1943) et Nurkse (1953). Dans le milieu des années 80, avec les contributions empiriques d‟Abrahamovitz (1986) et de Baumol (1986), cette idée de piège du sous-développement a été revue en associant les équilibres multiples avec la notion de club de convergence

[6] Club de convergence

[7] G-M. Meier, 1995, pp.7

[8] Le modèle théorique d’Azariadis et Drazen (1990, pp. 501-526)

[9] Externalité dynamique

[10] L’approche par les capacités

[11] A. Sen, 2002, p.10

[12] PNUD 1991

قراءة في القانون 13-114 المتعلق بنظام المقاول الذاتي

   القانون 13.114 المتعلق بنظام المقاول الذاتي، يهدف من بين مقتضياته، إلى حماية المقاول من بعض الإكراهات المرتبطة بإنشاء المقاولة، حيث أنه لا يجوز طبقا للمادة 4 من هذا القانون الحجز على ممتلكات المقاول الذاتي العقارية أو المنقولة غير المخصصة لممارسة نشاطه بسبب الديون المستحقة المتبقية بذمته والمرتبطة بالنشاط المذكور. حماية يريد بها المشرع دفع عدد كبير من العاملين في القطاع الغير المهيكل للانخراط في هذه البنية الجديدة قصد إدماجهم في « بديل قانوني للأنشطة الغير مهيكلة من خلال منحها صفة قانونية ».

فكرة السماح للمقاول للفصل بين ذمته الشخصية وذمة المقاولة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها تؤدي إلى التفرقة بين المقاول و المقاولة.

لذلك فمن الضروري أولا أن نوضح الوضع القانوني الجديد للمقاول الذاتي، ثم وصف عملية تشغيل أصول المقاولة ثانيا.

الوضع القانوني الجديد للمقاول الذاتي

     المقاول الذاتي، حسب الفصل الأول من القانون 13.114 المشار له أعلاه، هو كل شخص ذاتي يزاول باسمه الشخصي، و بصفة فردية و لحسابه الخاص، نشاطا تجاريا أو صناعيا أو حرفيا أو ينجز خدمة شريطة أن يقل أو يساوي رقم أعماله 500 ألف درهم بالنسبة للأعمال الصناعية أو التجارية أو الحرفية و 200 ألف درهم بالنسبة للخدمات.

فقبل الخوض في أي نقاش و تحليل فطبقا لهدا الفصل فالمجال الفلاحي لا يدخل في هدا الإطار، فالمقاول الذاتي لا يمكن أن يكون فلاحا أو يمارس نشاط فلاحي، وهنا نأسف على استثنائه. كما أن المقاول الذاتي تم تحديده من خلال مدونة الضرائب قبل صدور القانون بسنتين من خلال سقف رقم المعاملات التي تضمنه القانون الجديد.

فقانون المالية لسنة 2014، الذي اعتمده البرلمان في قراءته الثانية ب27 ديسمبر 2013 و الذي شرحت مقتضياته من خلال مذكرة 722 الصادرة ب23 يناير 2014 . فبالنسبة لقانون المالية الذي استبق اعتماد القانون فالمقاول الذاتي يحدده رقم المعاملات الذي حدد سقفه وتمت صياغته في المواد 42 مكرر و 42 مثلت و 82 مكرر بالمدونة العامة للضرائب. بينما المادة 73-ااا حددت الضريبة التي سوف تفرض عليه ب 1 في المائة بالنسبة للأنشطة التجارية و 2 في المائة بالنسبة للخدمات من رقم المعاملات.

أما بالنسبة للأعمال التي تدخل في النشاط التجاري أو الصناعي أو الحرفي أو الخدماتي فإن الفقرة الأخيرة من الفصل الأول تقول بأنها سوف تحدد من قبل نص تنظيمي.

النص التنظيمي رقم 2-15-263، الذي ثم بلورته بتعاون مع مديرية الضرائب، يعتبر أن الأنشطة التي لا يمكن للمقاول الذاتي ممارستها هي أنشطة تدخل في قائمة « الأنشطة المبعدة » و تتضمن الأنشطة المنظمة بقانون كالمهندسين، و الطبوغرافيين، الأطباء، الصيادلة…… و الأنشطة التي لا تخضع للنظام الجزافي في الإقرار الضريبي كالمحاسبين، وأصحاب مكاتب الدراسات، و منتجي الأفلام ……

من هنا يمكننا أن نعرف الأعمال التجارية و الصناعية و الحرفية و الخدماتية التي يحق للمقاول الذاتي مزاولتها بالرجوع إلى الفصل 6-7-8 من مدونة التجارة و التي تحدد قائمة الأعمال التي تعطي صفة تاجر رغم أنها لا تميز بين الأنشطة التجارية و الصناعية و الحرفية و الخدماتية.

إذن المقاول الذاتي ليس بصيغة جديدة بالنسبة للمقاول كشخص ذاتي، لأن المقاولة مستغلة في إطار الشخص الذاتي كانت دائما موجودة بموازاة المقاولة كشخص معنوي أو الاعتباري رغم أن جوهر الاختلاف بينهما كان حدود المسؤولية في الممتلكات التي يمتلكونها. فبينما كانت المسؤولية بالنسبة للشخص المعنوي في حدود رأس المال أما بالنسبة للشخص الذاتي أو الطبيعي فالمسؤولية تتجاوز المهني لتصل إلى الممتلكات الشخصية للمقاول. رغم أن قانون الشركات قد أعطى الحق للشخص أن يحدد المسؤولية الشخصية في حدود الرأسمال في إطار شخص معنوي الذي هو الشركة ذات المسؤولية المحدودة ذات المساهم الوحيد.

إذا، فالمقاول الذي يشير إليه القانون الجديد، وليس رسميا المقاولة، فهو مؤسسة قانونية ل »أي مقاول فردي ». ويمكن القول أن القانون الجديد لم يعرف « المقاول الذاتي » باعتباره مسألة بديهية غنية عن التعريف. ومن هنا يمكننا القول أن المقاول الذاتي هو أي شخص طبيعي يمارس نشاط مقاولتي، غير فلاحي أو نشاط مقنن أو نشاط غير خاضع للنظام الضريبي الجزافي، كيف ما كان هدا النشاط صناعيا أو تجاريا أو خدماتيا دون استخدام بنية ذات شخصية اعتبارية أو منظومة غير مجسدة و التي يمكن أن تجعل المقاول الذاتي مقاولا « جماعي ».

مع دلك يبقى هناك سؤال حساس، فإن كانت الممارسة الاعتيادية أو الاحترافية للأنشطة المعرفة في الفصل 6-7-8 تكسب صفة التاجر، هل المقاول الذاتي معني بدلك؟ بالفعل و مما لا شك فيه، مادام أن مدونة التجارة تعطي الصفة إلى مقاولين رغم أن بعضهم غير ملزمين بالتقيد في السجل التجاري الممسوك لدى المحاكم. لكن هل كل المقاولين الذاتيين معنيين؟ يبقى السؤال مفتوحا مع الأخد بعين الاعتبار أن شروط الأهلية في مزاولة النشاط التجاري كما هي منصوص عليها في المادة 12 إلى المادة 17 من مدونة التجارة لم ينصص عليها القانون الجديد ……

يجب الملاحظة، إذا اعتبرنا أن المقاولة الذاتية ليست شخصا اعتباريا، فإننا سوف نتساءل عما إن كان هدا النوع من المقاولة سوف يحقق النجاح المتوخى منه. حتى لا نكون متشائمين كثيرا، فإنه يبدو أن المقاولات للأشخاص الذاتيين هم كثيرون من حيت العدد، رغم أن إمكانية تأسيس و تشغيل الشركات المحدودة المسؤولية أصبح أكتر سهولة. مما يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان هذا رهانا مجازفا كوضع آلية قانونية أخرى إضافية رهن إشارة المقاول الطبيعي، يصعب استيعابها كأقل من شركة ذات الصبغة المعنوية؟.

كما أن مدونة التجارة قد حددت أدوات الأداء و الضمانات كما أقرت في الكتاب الخامس إجراءات الوقاية و المعالجة من صعوبات المقاولة و قررت من خلال الفصل 560 بأن مساطر معالجة صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفي وكل شركة تجارية ليس بمقدورهم سداد الديون المستحقة عليهم عند الحلول، بما في ذلك الديون الناجمة عن الالتزامات المبرمة في إطار الاتفاق الودي المنصوص عليه في المادة 221 من المدونة كما أنه و في نفس السياق قد حما الزوج من خلال الباب العاشر : حقوق الزوج….

من خلال هده المعطيات ألا يمكننا القول بأن المشرع قد فوت فرصة لخلق وضع قانوني حقيقي للمقاول الذاتي يجعله يختار هدا الوضع المتاح له؟

أخيرا فالشركة ذات المسؤولية المحدودة للشريك الوحيد هو إطار للصناعي و الحرفي و الخدماتي الذين يزاولون نشاطا تجاريا لوحدهم. ألم يكن من الممكن تصور إطار أوسع يخص المقاولة الفردية؟

 تشغيل أصول المقاول الذاتي

كل مقاول فردي يمكن أن يرصد لنشاطه المهني ممتلكات متفرقة عن ممتلكاته الشخصية، دون الحاجة إلى خلق شخص اعتباري، هده هي القاعدة الجديدة التي يكرسها القانون الجديد.

إدا كان ممكنا للمقاول الذاتي أن يرصد ممتلكات لنشاطه المهني، فهدا سيجعله على رأس نوعين من الممتلكات أو أكتر حين يمكن أو تكون له الفرصة في ذلك . الهدف الأول من خلق هده الآلية الجديدة حماية الممتلكات الشخصية من المتابعة الدائنين.

الممتلكات المرصودة، التي يتم إنشائها عبر القيد في السجل التجاري، التي من المفروض على كل من له صفة التاجر التسجيل فيه وفق شروط فيها حد أدنى. أضف إلى ذلك فإن الأشخاص الطبيعيين ملزمين بالتصريح خلال القيد ببعض المعطيات التي تحدد الممتلكات المرصودة من رأس مال وجميع الأصول المرصودة والحقوق و الالتزامات اللازمة لممارسة نشاطه المهني (المادة 45 و 46 من مدونة التجارة). بينما نجد أن هده المعطيات ليست كلها مطلوبة للمقاول الذاتي و خصوصا ما يتعلق بالممتلكات المرصودة للنشاط التجاري (المرسوم 258.15.2 الدي يطبق المواد 5،6 و 8 من القانون 13.114 ) و التي ممكن للدائنين المطالبة بها عند اعتذار الأداء.

قد يقرر المقاول الذاتي، سيما أن القانون الجديد أعطى له الحق توطين مقاولته داخل سكناه (المادة 3 من القانون 13.114 )، تخصيص بعض الأصول والحقوق و الالتزامات غير لازمة لممارسة نشاطه المهني.

من هنا وجب التساؤل عن استحالة تكوين ممتلكات مخصصة تكون قد تكونت من نفس الدين، وذلك لأن التزام لا يمكن أن يدخل في تكوينات العديد من الممتلكات المخصصة.

في هدا الصدد، وعند استحالة الوفاء للدائنين من الأملاك المخصصة للنشاط التجاري، فإن القانون الجديد لا يقول شيئا سوى استحالة الحجز على الممتلكات الشخصية الغير المخصصة للنشاط التجاري. كما أن القانون الجديد يشرط في المادة 3 بوجوب الالتزام في النشاط المزاول بالتشريعات المعمول بها في هدا الميدان و الذي يعتبر فيه القانون التجاري نخاعه الشوكي.

من هنا فإنه من اللازم إدراج مقتضيات جديدة تتمم القانون 13.114 أو القانون التجاري بحيث يتيح للقضاة الأمر في مدة زمنية محددة تكييف و تحديد الممتلكات المخصصة للنشاط التجاري من ما هو دون ذلك حتى يمكن تطبيق مقتضيات الكتاب الخامس من مدونة التجارة المتعلق بصعوبة المقاولة و ذلك لتمكين المقاول الذاتي من الاستفادة من مسطرة الوقاية من الصعوبات و الوساطة و التصفية و حماية الدائنين من خلال معرفة مآل ديونهم، مع الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي سوف يشكلها ذلك في غياب دفاتر محاسبتية مادام أن المادة 2 من القانون 13.144 قد أعفى المقاول الجديد إمساك المحاسبة وعدم الالتزام بالفصل 19 من القانون 19.95 المتعلق بمدونة التجارة التي تنص على مسك محاسبة طبقا لأحكام القانون 9.88 المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التاجر العمل بها.

كما إن تركيبة الممتلكات و الأصول المخصصة للنشاط التجاري يجب أن تخضع لمساطر صارمة لحماية مصالح الدائنين. فقائمة البيانات الملحقة بالنص التنظيمي رقم 2.15.258 كان من المفروض أن يتضمن بيان وصفي للأصول و الممتلكات المخصصة للنشاط التجاري أو المهني المزمع مزاولته من طرف المقاول الذاتي، مشيرا في نفس الوقت إلى قيمة الأصول الواردة فيه.

وأخيرا، فإن التخصيص يتوقف بتوقف النشاط التجاري أو بوفاة المقاول، ماعدا إذ قرر أحد ورثته استئناف النشاط التجاري، مع مراعاة قواعد الإراثة.

كما يمكن أن تكون الأصول المخصصة أيضا عرضة للبيع بين الأشخاص أو هبة أو تنازل دون مقابل مادي بين الأحياء أو إسهام في شركة ذات الصبغة المعنوية .

هده الأمور التي لم يتطرق إليها القانون الجديد نجد أن قانون المالية قد حدد مصيره الضريبي رغم ذلك. فالأرباح الصافية الناتجة عن البيع أو سحب الممتلكات المادية أو المعنوية لممارسة النشاط تخضع للضريبة وفقا للمادة 40 – ا – من مدونة الضرائب وفقا لنفس قواعد النظام الجزافي. هده الأمور الضريبية الملزمة خصوصا بعد التشطيب على المقاول الذاتي لإحدى الأسباب المنصوص عليها في المادة 8 من القانون الجديد، سوف تجعله مطالب بأداء الضريبة وفقا للمادة 40-ا- المشار إليها أعلاه حيت من الممكن أن تعتبر الممتلكات المخصصة بأنها سحبت من قبل المقاول الذاتي.

إن عدم الحسم في هده المسائل سوف يعرض المنظومة بأكملها للفشل كباقي المنظومات السابقة و التي أرصدت لها مبالغ هامة دون جدوى. فالمشكل عند المقاولات الصغرى و المتوسطة هو بالأساس مشكل تمويلات كيفما كان نوعها، بنكية أو تسهيلات للأداء بين مقاولين إلى ما غير ذلك. فالأوراق التجارية المشار إليها في الباب الثالث و العقود التجارية في الباب الرابع من مدونة التجارة تعتبر مع ما تتضمنه من الوفاء بالالتزامات و أداء الديون جوهر الممارسة التجارية و استمراريتها.